النص الكامل لكلمة إيفون ردلي بمؤتمر الندوة العاشر
كما سمعنا اليوم من أخينا أن اللغة العربية هي أحد أحجار الزاوية في الإسلام، لهذا فإني أعتذر مقدمًا على أن هذه واحدة من الجوانب العديدة في الإسلام التي ما يزال أمامي إتقانها.
من الناحية الإسلامية، فإن عمري يُعد صغيرًا جدًا، فلقد اعتنقت الاسلام في عام 2003 ، وبالرغم من أنه لازال لدي الكثير لأتعلمه إلا أنني أستطيع أن أتعرف على الكثير من الإحباطات التي يتقاسمها الشباب المسلم في العصر الحاضر.
أعلم أن أحداث 9/11 كان لها تأثير ضخم على العالم ، ولكنها لم تكن حقًا بداية شيء ما...بل كانت استمرارًا للإمبرالية الأمريكية وخوفها من الإسلام.
منذ أكثر من 10 سنوات مضت ، تدفق شباب مسلمون أكفاء من أنحاء الكرة الأرضية للبوسنة لمساعدة إخوانهم وأخواتهم الذين يحاربون من أجل البقاء ضد الصرب الذين نفذوا عمليات إبادة جماعية تحت مرأى عالم صامت.
لقد جمع الجهاد المسلمين من مختلف الجنسيات والأماكن والثقافات. كان الجميع متحدين، حتى هؤلاء الذين لم يكن بمقدورهم السفر للقتال كانوا يساعدون بأشكال أخرى مثل التبرعات، المظاهرات وأحداث التوعية العامة.
كان الهدف هو أن تتوقف عمليات الإبادة الجماعية. وقد جاء التدخل الغربي فقط - عندما حدث - بعد أن بدا جليا أن مسلمي البوسنة ينطلقون نحو النصر. إن تأسيس دولة إسلامية في أعماق قلب أوروبا كان ببساطة اكثر مما يمكن تحمله ولهذا تدخل الغرب. هذا ليس استنتاجي ولكن اعترف بهذا الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في سيرته الذاتية.
وقد تطور هذا الخوف من الإسلام في العشر سنوات الأخيرة للحد الذي تتدفق فيه الآن دماء إخواننا وأخواتنا كالأنهار عبر الشيشان ، وكشمير ، وفلسطين ، وأفغانستان، والعراق ورأينا حديثا ما حدث في لبنان.
لقد مشيت خلال العديد من مناطق القتل تلك ، ودعوني أخبركم أن الأطراف الملتوية والمقطوعة لإخواننا وأخواتنا تشبه تماما تلك المستخرجة من بين أنقاض برجي التجارة العالمي.
حتى الآن رسالة اليوم واضحة جدا. إن دماء المسلمين سلعة رخيصة.
في هذه الأثناء يستمر تعذيب عشرات الآلاف من المسلمين الأبرياء بعيدًا في زنزانات ومعسكرات قاعدة جوانتنامو ، وقاعدة باغرام الجوية بأفغانستان ، وأبو غريب ، ودييجو جارتشيا، وسجون الأشباح في أنحاء العالم.
وآخرون يعذبون في سوريا ، الأردن ، المغرب ، تونس ، والجزائر...حتى هنا في مصر..إخواننا يعذبون بأمر وطلب من الولايات المتحدة الأمريكية.
فأي نوع من الرسائل هذه التي تُرسل إلى شبابنا؟
هم يقرؤون عن المآثر البطولية لصلاح الدين الأيوبي ، خالد بن الوليد ، وطارق بن زياد ويرعون أسماعهم لقصص بطولة وشجاعة حبيبنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هل تعلمون، إنني منذ خمس سنوات مضت ما سمعت مطلقًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ لكنني الآن على استعداد أن أقدم آخر قطرة من دمي لأحمي اسمه وشرفه وذكراه صلى الله عليه وسلم.
وحتى بعد موته –عليه الصلاة والسلام- استمرت صورة قوته التي تجلت في توحيد الأمة التي تظاهرت ضد تلك الرسوم الكاريكاتيرية الوضيعة في الدنمارك.
إن كتابات أبطالنا في العهد الحديث بمن فيهم اثنين من شهداء الستينيات "مالكوم اكس" و "سيد قطب" قد ساعدوني في تعريفي كمسلمة.
إن هؤلاء هم الذين ينبغي أن يكونوا قدوات ومصادر للتأثير يتبعهم شبابنا، ولكن بدلا من ذلك نراهم يتلقون رسائل مختلطة ومشوشة.
في دقيقة واحدة يُطلب منهم ألا يخافوا من أحد إلا الله سبحانه وتعالى، بينما في الدقيقة التالية يُطلب منهم تمييع إسلامهم وطأطأة رؤوسهم.
منذ وقوع أحداث 11 من سبتمبر، تم إطلاق حملة دؤوبة لتحويل الإسلام إلى شئ أكثر استساغة بالنسبة للمجتمع الغربي.
الرؤية هي إسلام ثقافي علماني يعيش بسلام مع العالم من خلال خضوعه لمضطهديه بدلا من الخضوع لله، إسلام خال من الجهاد ، والشريعة والخلافة – نفس الأمور التي أمرنا الله عز وجل أن نطبقها لكي نقيم دين الله على هذه الأرض.
ودليل هذا في كل مكان أراه. الحجاب يُنزع من على رؤوس أخواتي في تونس ، فرنسا وتركيا. وكذلك الأخوات في هولندا وألمانيا يقفون على خط النار.
وفي بريطانيا شكك جاك سترو السكرتير البريطاني الأسبق للخارجية في الحجاب- لن يأتي رجل أبيض متوسط العمر ليخبرني كيف أرتدي. ليس لك شأن بخزانة ملابسي أو أي أخت على هذا الكوكب.
التقطت اليوم صحفا في القاهرة لأكتشف أن وزير الثقافة قال بأن ارتداء الحجاب عودة للوراء.
كيف يجرؤ على قول هذا؟ لماذا الرجال في مصر يتفرجون ولا يفعلون شيئاً لإسكاته؟ إنه يسبّ شرف وكرامة كل امرأة مسلمة قامت بارتداء الحجاب.
إن فاروق حسني عار على الإسلام – أي نوع من الرسائل هي التي يرسلها للشباب بكلماته الماكرة؟
النقاب مثل الحجاب أصبح رمزا لرفض أنماط الحياة الغربية السلبية مثل تعاطي المخدرات والخمور والاختلاط. إنها رسالة لإخبار الغرب أننا لا نريد أن نكون مثلكم.
هؤلاء العرب الذين اختاروا أن يكونوا غربيين أكثر من الغربيين أنفسهم يجعلونني أضحك – هل يدركون كم هم مثيرون للشفقة في أعين باقي العالم؟ يجب على الوزير أن يُعزل من منصبه لإهانته كل أخت قامت بارتداء الحجاب.
أفترض أنه يستتر خلف أوصاف مثل " معتدل" – مرة أخرى أي نوع من الرسائل تلك التي تُرسل إلى شبابنا؟
لو طلبنا منهم أن يكونوا معتدلين ألا يوحي هذا إلى أن هناك شيئا ما في الإسلام في حاجة أن يُخفف؟
آخر مرة جئت فيها للقاهرة دُعيت بالمتطرفة ليس من أحد سوى من شيخ الأزهر ..الشيخ طنطاوي. ما هو سبب هذا؟ هو أنني لم أصافحه.
من هو المعتدل ومن هو المتطرف؟ حقيقة أنا لا أدري. أنا مسلمة بسيطة. أنا لا أتبع أي شيوخ أو فرق. أنا اتبع فقط النبي صلى الله عليه وسلم وسنته.
هل هذا يجعلني متطرفة؟
قلت سابقًا أن من تكون مسلمة يشبه إلى حد ما كونها حاملا. إما أن تكون وإما ألا تكون. من منا سمع أن هناك حامل متطرفة أو معتدلة؟
لقد هوجم الإسلام منذ 1400 سنة ويُفترض أننا الآن قد تعلمنا ألا نضع ثقتنا في أحد إلا الله سبحانه وتعالى. ولكن بالرغم من ذلك ما يزال هناك من يواصل تقبيل اليد التي تصفعهم.
أخشى أنه لم يعد بمقدورنا أن نضع ثقتنا في أحد لمجرد أنه يرتدي الزي الإسلامي أو لديه لحية طويلة. ألاحظ أنه يوجد هنا اليوم القليل من اللحى الطويلة ولكنني لا أعنيكم أنتم يا إخواني.
هناك قادة مسلمون يزعمون أنهم يحموننا ويقودونا ولكن نجد مصلحتنا ليست من اهتماماتهم.
إن على شبابنا أن يكونوا أكثر بصيرة منذ أحداث 9 من سبتمبر ، وبالي ، ومدريد، وتفجيرات لندن كبعض الأمثلة.
هناك أفراد حشدوا الجماهير لسنوات ليقفوا مع العدالة ويدعموا مجموعات المجاهدين حول العالم والآن بعضهم أصبح صامتًا لدرجة محرجة؛ بينما يشجب الآخرون الجهاد المسلح واصفين المجاهدين بالإرهابيين والمتطرفين الذين يتبعون صورة محرفة من الإسلام .
بوجه ما، كلنا ملامون في ذلك. عارنا العظيم هو صمتنا حينما تمت إدانة العمليات الاستشهادية في فلسطين والمناطق المحتلة الأخرى ووصفها بأعمال إرهابية كما شوهد في 9/11 و تفجيرات 7 يوليو.
على شبابنا أن يتعلموا أن ما يحدث في فلسطين وكشمير والشيشان والعراق وأفغانستان إنما هو مقاومة شرعية ضد قوات الاحتلال الوحشية؛ بينما جريمة مثل 9/11 وتفجيرات لندن هي إرهاب واضح.
إن مساواة الحالتين يُضلل إخواننا وأخواتنا الذين ليس لديهم خيار آخر إلا أن يحاربوا أو أن يُمحى أثرهم من على وجه الأرض.
عبيد الغرب الحديثون ينتقدون الجماعات الإسلامية والحكم بمقتضى الشريعة. حتى أن حركات الطلبة والشباب التي كانت تقوم بعمل حملات بشكل مستمر من أجل فلسطين والعراق فقدت ألسنتها فجأة في محاولة لكي يُروا أنهم "معتدلون".
لدينا في بريطانيا غزو أسميه "هابي كلابيز" Happy Clappies . تم إحضارهم بواسطة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ، وكندا ، واليمن، وموريتانيا ليبشروا بصورة مميعة من الإسلام.
إنهم يسممون عقول شبابنا وعلينا أن نكون حذرين جدا قبل أن ينتشر الـ "هابي كلابيز" عبر العالم.
إنهم يهاجمون المجموعات الوهابية بأكثر الوسائل سخرية..حتى أن بعضهم يسيء استعمال الأناشيد وأنا خائفة بشدة أن يؤثر ال "هابي كلابيز" على أناشيدنا بتجاوزات ثقافة البوب الغربية.
النتيجة النهائية من كل هذا هو تمييع دين الله ، إسلام ضعيف ومقسم قابل للتكيف مع الوضع الراهن الذي فيه المسلمون مضطهدون وذليلون، إسلام يكون فيه المسلمون راضين أن يمضوا الليلة في الرقص وغناء الأناشيد، وأن يركزوا على الارتقاء بحياتهم في الغرب ويشجبوا أفعال إخوانهم وأخواتهم الذين يقاومون الاحتلال والظلم بشجاعة بكل ما يملكون.
حتى أن الدعاء لهم أصبح الآن جريمة – كم من الوقت مضى قد طولبنا فيه بعدم الدعاء للمجاهدين؟
سئل ذات مرة صلاح الدين، محرر القدس وواحد من أعظم الرؤساء العسكريين الذين عرفهم العالم، لماذا لا يبتسم؟ أجاب كيف يستطيع أن يبتسم وهو يعلم أن المسجد الأقصى واقع تحت احتلال الصليبين؟
أتساءل ماذا كان سيفعل في حال العالم اليوم؟ أتساءل ما النصيحة التي كان سيعطيها للشباب؟
هذا هو عالم حيث يرقص فيه القادة العرب بلا خجل أمام أمريكا بينما يقدمون العراق على طبق.
نفس القادة العرب يعرضون عما يجري في فلسطين الجميلة التي تغتصب وتنتهك باستمرار، وكذلك الابنة العظيمة للعالم العربي: لبنان..أين كان العالم العربي عندما اغتُصبت بوحشية؟
وتدق طبول الحرب مجددا. ليس هو فقط عالمنا الذي يشاهد فحسب، بل أيضا معه أطفالنا، شبابنا، مستقبلنا.
يجب علينا أن ننشأهم ونحفزهم بحكايات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة .
وطالما تستمر الأمة في إنتاج شخصيات مثل خالد بن الوليد ، وصلاح الدين الأيوبي ، وسيد قطب، ومالكوم إكس، فلن يضيع شيء.
كلما زاد اضطهادنا من قِبل الطغاة ستزيد مقاومتنا لهم. هذه هي طبيعة الإسلام. وهذا هو الإسلام الذي يحتاج شبابنا إلى اتباعه؛ به يسترشدون ويستلهمون.
فاروق حسني وشاكلته ما هم إلا أشباه رجال؛ لقد شوهوا أنفسهم في محاولة مثيرة للشفقة كي يصبحوا غربيين أكثر من الغربيين أنفسهم.
سيُخصص لهذا الوزير في كتب التاريخ جملة واحدة بالكاد؛ بينما ستفرد فصول لشجاعة وبطولة مقاومة إخواننا وأخواتنا.
إن هناك عددا متنامٍ من الشباب يدركون الآن أنه مهما حاولوا الاندماج في المجتمع الأوسع، فإنه حينما تسوء الأمور فسيتم التعامل معهم بارتياب.
كلما طُلب منا نسيان الشريعة، والخلافة، والجهاد، كلما زاد عدد المسلمين الذين سيدفعون دمائهم ثمنًا لإعلاء هذه القيم.
إن الجهاد الذي نشهده في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، وكشمير، والشيشان شيء نبيل؛ فهو حرب عادلة ضد الظلم والاستبداد.
إن أعمال المجاهدين لا تثير مطلقًا أي تهديد للغرب أو لأنماط الحياة الغربية. ومقاوتهم ليست مبررة فحسب؛ بل إن القانون الدولي يتبناها ويشجعها.
إن المتطرفين دينيا الحقيقيين، الذين يتسببون في جعل الشباب المسلم راديكاليًا، هم المسيحيون المتعصبون في البيت الأبيض وداوننج ستريت. لقد أصبح بوش وبلير أفضل الضباط الذين تسببوا في تجنيد المزيد والتحاقهم بتنظيم القاعدة.
يستيقظ المزيد والمزيد من الشباب المسلم على إدراك حقيقة أن المستهدف ليس التطرف والإرهاب ولكن المستهدف هو الإسلام نفسه.
فعلى الأمة أن تقود وتحفز شبابها مثلما قاد وحفز النبي صلى الله عليه وسلم الملايين ولا زال يفعل.
من الناحية الإسلامية، فإن عمري يُعد صغيرًا جدًا، فلقد اعتنقت الاسلام في عام 2003 ، وبالرغم من أنه لازال لدي الكثير لأتعلمه إلا أنني أستطيع أن أتعرف على الكثير من الإحباطات التي يتقاسمها الشباب المسلم في العصر الحاضر.
أعلم أن أحداث 9/11 كان لها تأثير ضخم على العالم ، ولكنها لم تكن حقًا بداية شيء ما...بل كانت استمرارًا للإمبرالية الأمريكية وخوفها من الإسلام.
منذ أكثر من 10 سنوات مضت ، تدفق شباب مسلمون أكفاء من أنحاء الكرة الأرضية للبوسنة لمساعدة إخوانهم وأخواتهم الذين يحاربون من أجل البقاء ضد الصرب الذين نفذوا عمليات إبادة جماعية تحت مرأى عالم صامت.
لقد جمع الجهاد المسلمين من مختلف الجنسيات والأماكن والثقافات. كان الجميع متحدين، حتى هؤلاء الذين لم يكن بمقدورهم السفر للقتال كانوا يساعدون بأشكال أخرى مثل التبرعات، المظاهرات وأحداث التوعية العامة.
كان الهدف هو أن تتوقف عمليات الإبادة الجماعية. وقد جاء التدخل الغربي فقط - عندما حدث - بعد أن بدا جليا أن مسلمي البوسنة ينطلقون نحو النصر. إن تأسيس دولة إسلامية في أعماق قلب أوروبا كان ببساطة اكثر مما يمكن تحمله ولهذا تدخل الغرب. هذا ليس استنتاجي ولكن اعترف بهذا الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في سيرته الذاتية.
وقد تطور هذا الخوف من الإسلام في العشر سنوات الأخيرة للحد الذي تتدفق فيه الآن دماء إخواننا وأخواتنا كالأنهار عبر الشيشان ، وكشمير ، وفلسطين ، وأفغانستان، والعراق ورأينا حديثا ما حدث في لبنان.
لقد مشيت خلال العديد من مناطق القتل تلك ، ودعوني أخبركم أن الأطراف الملتوية والمقطوعة لإخواننا وأخواتنا تشبه تماما تلك المستخرجة من بين أنقاض برجي التجارة العالمي.
حتى الآن رسالة اليوم واضحة جدا. إن دماء المسلمين سلعة رخيصة.
في هذه الأثناء يستمر تعذيب عشرات الآلاف من المسلمين الأبرياء بعيدًا في زنزانات ومعسكرات قاعدة جوانتنامو ، وقاعدة باغرام الجوية بأفغانستان ، وأبو غريب ، ودييجو جارتشيا، وسجون الأشباح في أنحاء العالم.
وآخرون يعذبون في سوريا ، الأردن ، المغرب ، تونس ، والجزائر...حتى هنا في مصر..إخواننا يعذبون بأمر وطلب من الولايات المتحدة الأمريكية.
فأي نوع من الرسائل هذه التي تُرسل إلى شبابنا؟
هم يقرؤون عن المآثر البطولية لصلاح الدين الأيوبي ، خالد بن الوليد ، وطارق بن زياد ويرعون أسماعهم لقصص بطولة وشجاعة حبيبنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هل تعلمون، إنني منذ خمس سنوات مضت ما سمعت مطلقًا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ لكنني الآن على استعداد أن أقدم آخر قطرة من دمي لأحمي اسمه وشرفه وذكراه صلى الله عليه وسلم.
وحتى بعد موته –عليه الصلاة والسلام- استمرت صورة قوته التي تجلت في توحيد الأمة التي تظاهرت ضد تلك الرسوم الكاريكاتيرية الوضيعة في الدنمارك.
إن كتابات أبطالنا في العهد الحديث بمن فيهم اثنين من شهداء الستينيات "مالكوم اكس" و "سيد قطب" قد ساعدوني في تعريفي كمسلمة.
إن هؤلاء هم الذين ينبغي أن يكونوا قدوات ومصادر للتأثير يتبعهم شبابنا، ولكن بدلا من ذلك نراهم يتلقون رسائل مختلطة ومشوشة.
في دقيقة واحدة يُطلب منهم ألا يخافوا من أحد إلا الله سبحانه وتعالى، بينما في الدقيقة التالية يُطلب منهم تمييع إسلامهم وطأطأة رؤوسهم.
منذ وقوع أحداث 11 من سبتمبر، تم إطلاق حملة دؤوبة لتحويل الإسلام إلى شئ أكثر استساغة بالنسبة للمجتمع الغربي.
الرؤية هي إسلام ثقافي علماني يعيش بسلام مع العالم من خلال خضوعه لمضطهديه بدلا من الخضوع لله، إسلام خال من الجهاد ، والشريعة والخلافة – نفس الأمور التي أمرنا الله عز وجل أن نطبقها لكي نقيم دين الله على هذه الأرض.
ودليل هذا في كل مكان أراه. الحجاب يُنزع من على رؤوس أخواتي في تونس ، فرنسا وتركيا. وكذلك الأخوات في هولندا وألمانيا يقفون على خط النار.
وفي بريطانيا شكك جاك سترو السكرتير البريطاني الأسبق للخارجية في الحجاب- لن يأتي رجل أبيض متوسط العمر ليخبرني كيف أرتدي. ليس لك شأن بخزانة ملابسي أو أي أخت على هذا الكوكب.
التقطت اليوم صحفا في القاهرة لأكتشف أن وزير الثقافة قال بأن ارتداء الحجاب عودة للوراء.
كيف يجرؤ على قول هذا؟ لماذا الرجال في مصر يتفرجون ولا يفعلون شيئاً لإسكاته؟ إنه يسبّ شرف وكرامة كل امرأة مسلمة قامت بارتداء الحجاب.
إن فاروق حسني عار على الإسلام – أي نوع من الرسائل هي التي يرسلها للشباب بكلماته الماكرة؟
النقاب مثل الحجاب أصبح رمزا لرفض أنماط الحياة الغربية السلبية مثل تعاطي المخدرات والخمور والاختلاط. إنها رسالة لإخبار الغرب أننا لا نريد أن نكون مثلكم.
هؤلاء العرب الذين اختاروا أن يكونوا غربيين أكثر من الغربيين أنفسهم يجعلونني أضحك – هل يدركون كم هم مثيرون للشفقة في أعين باقي العالم؟ يجب على الوزير أن يُعزل من منصبه لإهانته كل أخت قامت بارتداء الحجاب.
أفترض أنه يستتر خلف أوصاف مثل " معتدل" – مرة أخرى أي نوع من الرسائل تلك التي تُرسل إلى شبابنا؟
لو طلبنا منهم أن يكونوا معتدلين ألا يوحي هذا إلى أن هناك شيئا ما في الإسلام في حاجة أن يُخفف؟
آخر مرة جئت فيها للقاهرة دُعيت بالمتطرفة ليس من أحد سوى من شيخ الأزهر ..الشيخ طنطاوي. ما هو سبب هذا؟ هو أنني لم أصافحه.
من هو المعتدل ومن هو المتطرف؟ حقيقة أنا لا أدري. أنا مسلمة بسيطة. أنا لا أتبع أي شيوخ أو فرق. أنا اتبع فقط النبي صلى الله عليه وسلم وسنته.
هل هذا يجعلني متطرفة؟
قلت سابقًا أن من تكون مسلمة يشبه إلى حد ما كونها حاملا. إما أن تكون وإما ألا تكون. من منا سمع أن هناك حامل متطرفة أو معتدلة؟
لقد هوجم الإسلام منذ 1400 سنة ويُفترض أننا الآن قد تعلمنا ألا نضع ثقتنا في أحد إلا الله سبحانه وتعالى. ولكن بالرغم من ذلك ما يزال هناك من يواصل تقبيل اليد التي تصفعهم.
أخشى أنه لم يعد بمقدورنا أن نضع ثقتنا في أحد لمجرد أنه يرتدي الزي الإسلامي أو لديه لحية طويلة. ألاحظ أنه يوجد هنا اليوم القليل من اللحى الطويلة ولكنني لا أعنيكم أنتم يا إخواني.
هناك قادة مسلمون يزعمون أنهم يحموننا ويقودونا ولكن نجد مصلحتنا ليست من اهتماماتهم.
إن على شبابنا أن يكونوا أكثر بصيرة منذ أحداث 9 من سبتمبر ، وبالي ، ومدريد، وتفجيرات لندن كبعض الأمثلة.
هناك أفراد حشدوا الجماهير لسنوات ليقفوا مع العدالة ويدعموا مجموعات المجاهدين حول العالم والآن بعضهم أصبح صامتًا لدرجة محرجة؛ بينما يشجب الآخرون الجهاد المسلح واصفين المجاهدين بالإرهابيين والمتطرفين الذين يتبعون صورة محرفة من الإسلام .
بوجه ما، كلنا ملامون في ذلك. عارنا العظيم هو صمتنا حينما تمت إدانة العمليات الاستشهادية في فلسطين والمناطق المحتلة الأخرى ووصفها بأعمال إرهابية كما شوهد في 9/11 و تفجيرات 7 يوليو.
على شبابنا أن يتعلموا أن ما يحدث في فلسطين وكشمير والشيشان والعراق وأفغانستان إنما هو مقاومة شرعية ضد قوات الاحتلال الوحشية؛ بينما جريمة مثل 9/11 وتفجيرات لندن هي إرهاب واضح.
إن مساواة الحالتين يُضلل إخواننا وأخواتنا الذين ليس لديهم خيار آخر إلا أن يحاربوا أو أن يُمحى أثرهم من على وجه الأرض.
عبيد الغرب الحديثون ينتقدون الجماعات الإسلامية والحكم بمقتضى الشريعة. حتى أن حركات الطلبة والشباب التي كانت تقوم بعمل حملات بشكل مستمر من أجل فلسطين والعراق فقدت ألسنتها فجأة في محاولة لكي يُروا أنهم "معتدلون".
لدينا في بريطانيا غزو أسميه "هابي كلابيز" Happy Clappies . تم إحضارهم بواسطة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ، وكندا ، واليمن، وموريتانيا ليبشروا بصورة مميعة من الإسلام.
إنهم يسممون عقول شبابنا وعلينا أن نكون حذرين جدا قبل أن ينتشر الـ "هابي كلابيز" عبر العالم.
إنهم يهاجمون المجموعات الوهابية بأكثر الوسائل سخرية..حتى أن بعضهم يسيء استعمال الأناشيد وأنا خائفة بشدة أن يؤثر ال "هابي كلابيز" على أناشيدنا بتجاوزات ثقافة البوب الغربية.
النتيجة النهائية من كل هذا هو تمييع دين الله ، إسلام ضعيف ومقسم قابل للتكيف مع الوضع الراهن الذي فيه المسلمون مضطهدون وذليلون، إسلام يكون فيه المسلمون راضين أن يمضوا الليلة في الرقص وغناء الأناشيد، وأن يركزوا على الارتقاء بحياتهم في الغرب ويشجبوا أفعال إخوانهم وأخواتهم الذين يقاومون الاحتلال والظلم بشجاعة بكل ما يملكون.
حتى أن الدعاء لهم أصبح الآن جريمة – كم من الوقت مضى قد طولبنا فيه بعدم الدعاء للمجاهدين؟
سئل ذات مرة صلاح الدين، محرر القدس وواحد من أعظم الرؤساء العسكريين الذين عرفهم العالم، لماذا لا يبتسم؟ أجاب كيف يستطيع أن يبتسم وهو يعلم أن المسجد الأقصى واقع تحت احتلال الصليبين؟
أتساءل ماذا كان سيفعل في حال العالم اليوم؟ أتساءل ما النصيحة التي كان سيعطيها للشباب؟
هذا هو عالم حيث يرقص فيه القادة العرب بلا خجل أمام أمريكا بينما يقدمون العراق على طبق.
نفس القادة العرب يعرضون عما يجري في فلسطين الجميلة التي تغتصب وتنتهك باستمرار، وكذلك الابنة العظيمة للعالم العربي: لبنان..أين كان العالم العربي عندما اغتُصبت بوحشية؟
وتدق طبول الحرب مجددا. ليس هو فقط عالمنا الذي يشاهد فحسب، بل أيضا معه أطفالنا، شبابنا، مستقبلنا.
يجب علينا أن ننشأهم ونحفزهم بحكايات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة .
وطالما تستمر الأمة في إنتاج شخصيات مثل خالد بن الوليد ، وصلاح الدين الأيوبي ، وسيد قطب، ومالكوم إكس، فلن يضيع شيء.
كلما زاد اضطهادنا من قِبل الطغاة ستزيد مقاومتنا لهم. هذه هي طبيعة الإسلام. وهذا هو الإسلام الذي يحتاج شبابنا إلى اتباعه؛ به يسترشدون ويستلهمون.
فاروق حسني وشاكلته ما هم إلا أشباه رجال؛ لقد شوهوا أنفسهم في محاولة مثيرة للشفقة كي يصبحوا غربيين أكثر من الغربيين أنفسهم.
سيُخصص لهذا الوزير في كتب التاريخ جملة واحدة بالكاد؛ بينما ستفرد فصول لشجاعة وبطولة مقاومة إخواننا وأخواتنا.
إن هناك عددا متنامٍ من الشباب يدركون الآن أنه مهما حاولوا الاندماج في المجتمع الأوسع، فإنه حينما تسوء الأمور فسيتم التعامل معهم بارتياب.
كلما طُلب منا نسيان الشريعة، والخلافة، والجهاد، كلما زاد عدد المسلمين الذين سيدفعون دمائهم ثمنًا لإعلاء هذه القيم.
إن الجهاد الذي نشهده في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، وكشمير، والشيشان شيء نبيل؛ فهو حرب عادلة ضد الظلم والاستبداد.
إن أعمال المجاهدين لا تثير مطلقًا أي تهديد للغرب أو لأنماط الحياة الغربية. ومقاوتهم ليست مبررة فحسب؛ بل إن القانون الدولي يتبناها ويشجعها.
إن المتطرفين دينيا الحقيقيين، الذين يتسببون في جعل الشباب المسلم راديكاليًا، هم المسيحيون المتعصبون في البيت الأبيض وداوننج ستريت. لقد أصبح بوش وبلير أفضل الضباط الذين تسببوا في تجنيد المزيد والتحاقهم بتنظيم القاعدة.
يستيقظ المزيد والمزيد من الشباب المسلم على إدراك حقيقة أن المستهدف ليس التطرف والإرهاب ولكن المستهدف هو الإسلام نفسه.
فعلى الأمة أن تقود وتحفز شبابها مثلما قاد وحفز النبي صلى الله عليه وسلم الملايين ولا زال يفعل.
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 18:09 من طرف رياك نعيم أمين
» الزمن القديم باقات العربسات القديم صدام كسرت غربا
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 10:08 من طرف رياك نعيم أمين
» أقمار يوتل سات على الغرب
الإثنين 22 أبريل 2024 - 19:16 من طرف رياك نعيم أمين
» دي خشت بعد أحتلال بغداد بداية الفرنسية على الغرب أتلانتيك بي
الخميس 14 مارس 2024 - 23:19 من طرف رياك نعيم أمين
» مستعدين لدي مليون بث أيقاف من العصر هلها فيها مازال
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 21:24 من طرف رياك نعيم أمين
» دورة إدارة الحملات الإعلامية الفعالة أثناء الأزمات
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 17:40 من طرف نورهان ميتك
» دورة مهارات الكتابة والتدقيق اللغوي القانوني
الأحد 12 نوفمبر 2023 - 10:50 من طرف نورهان ميتك
» دورة السلامة والصحة المهنية في المشروعات الهندسية 2024
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:57 من طرف نورهان ميتك
» دورة التصفية المحاسبية للمنتجات التمويلية للبنوك التجارية
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:45 من طرف نورهان ميتك
» شوفي دي ???? ???? ????
الأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 11:26 من طرف رياك نعيم أمين
» زمان زمان nilesat iraq waأيام الريسيفرات اللي تشيلها بالقوه
الإثنين 11 سبتمبر 2023 - 17:12 من طرف رياك نعيم أمين
» eutelsat b france
الأربعاء 6 سبتمبر 2023 - 17:58 من طرف رياك نعيم أمين
» دورات المحاسبة المالية و الحكومية | Financial accounting and
الأحد 11 يونيو 2023 - 14:08 من طرف نورهان ميتك
» دورات المراجعة والتدقيق Audit courses
الأحد 11 يونيو 2023 - 14:01 من طرف نورهان ميتك
» لماذا واي الجزائر على عربسات ماللذي تغير قرون وسنين
الأربعاء 24 مايو 2023 - 13:55 من طرف رياك نعيم أمين
» استخدام شبكة الانترنت في إدارة المشاريع الهندسية
الأحد 15 يناير 2023 - 17:08 من طرف نورهان ميتك
» أهلا ياجماعة جزائر طولتوا الموافقه نحنو أليت تيم 7
الإثنين 12 ديسمبر 2022 - 14:50 من طرف رياك نعيم أمين
» دورة الجودة في خدمة العملاء – ايزو 10002 لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 17:32 من طرف مركز تدريب جلف
» دورة الايزو 17025 ونظم اتحاد المعامل ISO 17025 لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 17:30 من طرف مركز تدريب جلف
» دورة نظام تقييم الأداء المتوازن لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 16:38 من طرف مركز تدريب جلف