لم تختلف بداية قصة فيرينك بوشكاش مع كرة القدم، مع قصص العديد من قرائنه نجوم اللعبة الكبار، إذ أن معانته مع الفقر كانت تقف حائلا بينه وبين معشوقته, وغالبا ما كان والداه لا يجدان كفايتهما من الطعام، فلم يعرف معنى الشبع إلا نادرا.
ولد بوشكاش في الثاني من شهر نيسان/أبريل 1927، في بلدة كيسبيشت الفقيرة، وترعرع في أجواء من الحاجة والعوز، واشتدت معاناته لما بلغ الثانية عشرة حين اندلعت الحرب العالمية الثانية, ولهذا لم يعرف المدرسة، وراح يجول في شوارع المدن الصغيرة المحيطة بالعاصمة المجرية بودابست, فلم تسنح له الفرصة للتعرف على أصول استخدام الشوكة والسكين حين يجلس إلى مائدة الطعام، وفي بداية حياته مع الشهرة كان غالبا ما يميل إلى استخدام يديه الاثنتين في تناول الطعام, وتدريجا تعلم فنون "الاتيكيت" وصار مثل كبار المشاهير، يعرف أصول الحديث والتصرف في المناسبات.
من كرة القماش إلى أفضل لاعب
مارس بوشكاش كرة القدم منذ صغره، وأولع بها، فشغلته عن أي شيء آخر، وكان يمضي أوقاتا طويلة يداعب كرة من القماش وضع في داخلها بعض التراب, وكان يلعب مع أقرانه من أولاد الحي لساعات طويلة وبحماسة كبيرة في الشارع, وحين بلغ السادسة عشرة من عمره التحق بفريق هونفيد بودابست التابع للمؤسسة العسكرية المجرية، وشق طريقه سريعا نحو الأضواء فانضم إلى الفريق الأول ولعب إلى جانب أبرز نجوم المجر في تلك الحقبة أمثال لورانت وبوسنريك وتسيبور وإميليو أوسترايشر.
وبعد موسم واحد خاض مباراته الأولى مع المنتخب المجري أمام النمسا في آب 1954، وعلى رغم خسارة المجر المباراة النهائية اعتبر بوشكاش أحد أفضل اللاعبين في كأس العالم 1954.
وامتلك بوشكاش مزايا كروية عدة أهمها سعة الأفق وحسن التصرف في أكثر المواقف تعقيدا، فضلا عن حاسة التهديف، فهو هداف رائع ويملك قدما قوية لدرجة أنه لقب "بالمدفعجي".
وبعد المونديال انهالت عليه عروض مغرية من فرق إسبانية وإيطالية، فدرسها بجدية، ثم رفضها قائلا: "سأبقى وفيا لبلادي الاشتراكية", وكان يدرك جيدا أنه سيحقق أرباحا مادية كبيرة لو انتقل إلى خارج حدود المجر.
ثورة نقلته إلى المجد
وخلال جولة هونفيد بودابست الأوروبية والعالمية، قامت الثورة الشعبية في المجر عام 1956، جيوش الاحتلال السوفياتية, وقرر اللاعبون البقاء خارج بلادهم حتى ينقشع غبار الثورة، ولكن الأمر لم يكن بالبساطة التي تخيلها بوشكاش وزملاؤه، إذ تحرك الاتحاد المجري، وطالب الفيفا بوقف لاعبيه في الخارج، فمنع الفيفا لاعبي المنتخب المجري من اللعب لمدة 18 شهرا.
وكان بوشكاش يتدبر شؤونه بما كان يمنحه إياه مواطنه كوبالا الذي كان يدافع في تلك الأثناء عن ألوان برشلونة, وتمكن بوشكاش من إحضار زوجته وابنته إلى إسبانيا.
وخلال هذه الاستراحة القسرية شعر أنه فقد جزءا من لياقته ومرونته وزاد وزنه, وقامت حملة ضده في المجر، واتهمته الصحف بتهريب الحلي وأشياء أخرى إلى خارج المجر، وأن دارته الفخمة في بودابست بناها من الأموال التي حصل عليها من طرق غير شرعية, واتصل مواطنه وزميله إميليو أوسترايشر، الذي كان يعيش في إسبانيا برئيس ريال مدريد حينها سانتيغو برنابيو، عارضا عليه إقناع بوشكاش بالانضمام إلى النادي الإسباني، ولم يبذل جهدا لإقناعه بجدوى هذا العمل، فتمت الصفقة بسرعة، ويقول بوشكاش: "لم تكن بدايتي في ريال مدريد سهلة ولاسيما بعد الاستراحة القسرية الطويلة إذ زاد وزني وشعرت أنني فقدت مرونتي ولياقتي ولم يبق لدي إلا اسمي".
بوشكاش العظيم
وفي مدريد، وجد بوشكاش مكانا له على مقاعد البدلاء، وفي جولة في أميركا اللاتينية سمح له باللعب للمرة الأولى مع ريال مدريد إلى جانب لاعبين كبار أمثال دي ستيفانو وكوبا وخنتو وسانتا ماريا وغيرهم، ولكن عروضه لم تكن مقنعة، وصبر عليه المسؤولون في ريال مدريد.
ومع الوقت استعاد بوشكاش ثقته ولياقته ومهاراته الفنية، وأصبح لاعبا أساسيا في ريال مدريد.
بدأ بوشكاش مرحلة جديدة في حياته الكروية بعيدا من وطنه، وواجه في البداية بعض المشكلات فقد كان عليه أن يتعامل مع أناس ذوي عقلية مختلفة عنه، ولكون كرة القدم لغة مشتركة داخل الملعب، فقد استطاع أن يبني علاقات سريعة, وهو يقول عن ذلك: "اعتدت على كل شيء بسرعة، حتى أصبحت مواطنا إسبانيا".
وكان لبوشكاش نصيب كبير من النجاح، فأوصل ريال مدريد في الموسم 1959-1960 إلى كأس أوروبا للنوادي الأبطال للمرة الخامسة في تاريخ النادي، ففاز على فرق قوية منها نيس وبرشلونة وقابل في المباراة النهائية أينتراخت فرانكفورت الألماني الاتحادي على ملعب هامبدن بارك في غلاسغو.
وفاز ريال مدريد (7 ــ 3)، وسجل بوشكاش أربعة أهداف منها, وعقب المباراة هلل الجمهور الاسكتلندي وصفق بحرارة "لبوشكاش العظيم".
وقال بوشكاش عن ذاك الانتصار: "كان يوما عظيما بالنسبة لي، كانت تلك المباراة هي الأفضل مع الفريق الإسباني، ولقيت خلالها تفاهما مع دي ستيفانو الفريد من نوعه".
ودافع بوشكاش سبع سنوات عن ألوان ريال مدريد، علما أن الفريق بعد مباراة غلاسكو طعمت صفوفه بعنصر الشباب بغية تطويره وتحديثه، ألا أن بوشكاش بقي النجم المطلق في نظر الجماهير.
هداف بالجملة
وخلال وجود بوشكاش مع منتخب بلاده في بداية الخمسينيات ، كانت المجر تهيمن على كرة القدم ، ففي العام 1952 قاد بوشكاش المجر إلى الذهب الأولمبي في هلسنكي ، ثم وصلوا إلى نهائيات كأس العالم عام 1954 بسويسرا دون أية هزيمة في أربع سنوات وقد كانت أبرز انتصاراتهم في ملعب ويمبلي الشهير أمام نحو 100 ألف متفرج في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1953، عندما سحقوا المنتخب الإنكليزي (6-3) في عقر داره كان منها هدفين لبوشكاش.
ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد فبعد ستة شهور من هذه الهزيمة انهزمت إنكلترا في بودابست (7-1) أمام المجر.
وفي العام 1954 كانت المجر بما تملكه من قوة كبيرة في الهجوم المرشح الأقوى لنيل كأس العالم ، ففي الدور الأول كانت المجر في مستوى الترشيحات حيث تصدرت مجموعتها دون أية هزيمة على حساب تركيا وألمانيا وكوريا الجنوبية، ففي اللقاء الأول سحقت المجر كوريا الجنوبية (9-0) كان منها هدفين لبوشكاش، ثم لقنوا المانيا الغربية درسا قاسيا بالفوز عليها (8-3) وسجل بوشكاش هدفا في هذا اللقاء الذي شهد إصابته.
وغاب بوشكاش عن الدور الربع النهائي والدور النصف النهائي ولكن زملاؤه لم يخيبوا الظن فقد سحقوا البرازيل (4-2) في الربع النهائي ثم سحقوا الأورغواي بذات النتيجة في النصف النهائي لتتأهل المجر إلى المباراة النهائية وكل العيون تراقب بوشكاش وتتساءل عن إمكانية خوضه للمباراة .
وفي المباراة النهائية شارك بوشكاش ضد ألمانيا الغربية التي هزمها (8-3)، ونجح بعد مرور ست دقائق من البداية في وضع المجر في ألمقدمه بهدف رائع قبل أن يعزز زميله زيبور التقدم في الدقيقة التاسعة ، وقبل الاستراحة عدلت ألمانيا النتيجة بشكل مفاجئ وفازت في النهاية (3-2) لتخسر المجر وسط حسرة كبيرة كأس العالم وتتلقى أول هزيمة لها خلال أربع سنوات.
وفي عام 1962 وبعد الانتقال إلى إسبانيا تم استدعاء بوشكاش للانضمام إلى المنتخب الإسباني من أجل المشاركة في بطولة كأس العالم بتشيلي ولكن خلال هذه المشاركة لم يحقق بوشكاش ما كان قد حققه مع المجر في سويسرا عام 1954.
لاعب ناجح ومدرب محترف
وبعد اعتزاله اللعب عام 1966 بعمر 39 عاما وخلال وجوده في إسبانيا خضع بوشكاش لدورة في التدريب، وحصل على إجازة للعمل في هذا المجال، وبرهن عن مقدرة فائقة في قيادة اللاعبين حيث كان محترفا 100%.
بدأ بوشكاش التدريب في فريق إسباني صغير، وما لبث ان انتقل إلى الخارج، فدرب فريق باناثينايكوس اليوناني، وحقق نجاحات كثيرة فأوصله إلى لقب بطولة بلاده، وجدد عقده فيه لثلاث سنوات، ونال الفريق لقب بطولة اليونان مرة ثانية، والمركز الثاني في بطولة كأس الأندية الأوروبية عام 1971، كما درب فريق أيك أثينا، وفريق كولو كولو التشيلي.
بعد ذلك عاد بوشكاش إلى إسبانيا لكن حنينه للتدريب عاوده فوافق على عرض تلقاه من نادي المصري البورسعيدي وتولى قيادة فريقه الأول موسم 80 - 81 .
وبعد تجربته القصيرة في مصر عاد بوشكاش مجددا إلى إسبانيا حين آثر الراحة والاعتزال بعدما أمن على مستقبله ماديا، علما أنه كان قد قرر الاستمرار في العمل حتى سن الستين لأنه كان يجد في مهنة التدريب متعة لا تدانيها أي متعة أخرى.
الرحيل
بوشكاش فارق الحياة صباح الجمعة عن عمر يناهز 79 عاما بعد صراع طويل مع المرض حيث كان يعاني من مرض "الزهايمر" منذ ستة أعوام.
رحل مخلفا وراءه سيرة تقارب قصص الأساطير، وسطر اسمه في كتب التاريخ بأحرف من ذهب، يصعب محوها وسيبقى لأجيال كثيرة رمزا يطمح العديدين لتحقيق بعضا مما وصل إليه اللاعب الذهبي المدهش الذي لم تعرف الملاعب إلا في ما ندر مثيلا له.
بوشكاش في سطور
الاسم: فيرينك بوشكاش
تاريخ الولادة: 2 نيسان 1927
مكان الولادة: بودابست، المجر
المركز: مهاجم.
الأندية التي احترف فيها:
1946- 1965: هونفيد (354 مباراة و357 هدفا)
1956-1967: ريال مدريد (528 مباراة و512 هدفا)
المنتخب الوطني:
1949-1956: المجر (85 مباراة و84 هدفا).
1961-1962: إسبانيا (4 مباريات بدون أهداف).
مسيرته التدريبية:
1966-1967: ديبورتيفو ألافيش
1967: سان فرانسيسكو غولدن غايت غايلز
1968-1969: فانكوفر رويالز
1969-1974: باناثينايكوس
1974-1975: ريال مايوركا
1975-1977: كولو كولو
1978-1979: أيك أثينا
1979-1980: النادي المصري
1984-1985: النادي المصري
1985-1986: كلوب سول دي أميركا
1986: سيرو بورتينو.
1989-1992: ساوث ملبورن هيلاس
1993: منتخب المجر.
ألقاب:
توج مع المجر بذهبية الألعاب الأولمبية عام 1952
نال مع المجر المركز الثاني في كأس العالم 1954
شارك مع إسبانيا في كأس العالم بتشيلي عام 1962
توج بطلا للدوري المجري أربع مرات أعوام 1950, 1952, 1954, 1955
توج بطلا لدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد ثلاث مرات أعوام 1959, 1960, 1966
توج بطلا لبطولة أندية العالم مع ريال مدريد عام 1960
توج بطلا للدوري الإسباني مرتين مع ريال مدريد عامي 1961 - 1965
توج بطلا لكأس إسبانيا مع ريال مدريد مرة واحده عام 1962
توج هدافا للدوري الإسباني أربع مرات.
ولد بوشكاش في الثاني من شهر نيسان/أبريل 1927، في بلدة كيسبيشت الفقيرة، وترعرع في أجواء من الحاجة والعوز، واشتدت معاناته لما بلغ الثانية عشرة حين اندلعت الحرب العالمية الثانية, ولهذا لم يعرف المدرسة، وراح يجول في شوارع المدن الصغيرة المحيطة بالعاصمة المجرية بودابست, فلم تسنح له الفرصة للتعرف على أصول استخدام الشوكة والسكين حين يجلس إلى مائدة الطعام، وفي بداية حياته مع الشهرة كان غالبا ما يميل إلى استخدام يديه الاثنتين في تناول الطعام, وتدريجا تعلم فنون "الاتيكيت" وصار مثل كبار المشاهير، يعرف أصول الحديث والتصرف في المناسبات.
من كرة القماش إلى أفضل لاعب
مارس بوشكاش كرة القدم منذ صغره، وأولع بها، فشغلته عن أي شيء آخر، وكان يمضي أوقاتا طويلة يداعب كرة من القماش وضع في داخلها بعض التراب, وكان يلعب مع أقرانه من أولاد الحي لساعات طويلة وبحماسة كبيرة في الشارع, وحين بلغ السادسة عشرة من عمره التحق بفريق هونفيد بودابست التابع للمؤسسة العسكرية المجرية، وشق طريقه سريعا نحو الأضواء فانضم إلى الفريق الأول ولعب إلى جانب أبرز نجوم المجر في تلك الحقبة أمثال لورانت وبوسنريك وتسيبور وإميليو أوسترايشر.
وبعد موسم واحد خاض مباراته الأولى مع المنتخب المجري أمام النمسا في آب 1954، وعلى رغم خسارة المجر المباراة النهائية اعتبر بوشكاش أحد أفضل اللاعبين في كأس العالم 1954.
وامتلك بوشكاش مزايا كروية عدة أهمها سعة الأفق وحسن التصرف في أكثر المواقف تعقيدا، فضلا عن حاسة التهديف، فهو هداف رائع ويملك قدما قوية لدرجة أنه لقب "بالمدفعجي".
وبعد المونديال انهالت عليه عروض مغرية من فرق إسبانية وإيطالية، فدرسها بجدية، ثم رفضها قائلا: "سأبقى وفيا لبلادي الاشتراكية", وكان يدرك جيدا أنه سيحقق أرباحا مادية كبيرة لو انتقل إلى خارج حدود المجر.
ثورة نقلته إلى المجد
وخلال جولة هونفيد بودابست الأوروبية والعالمية، قامت الثورة الشعبية في المجر عام 1956، جيوش الاحتلال السوفياتية, وقرر اللاعبون البقاء خارج بلادهم حتى ينقشع غبار الثورة، ولكن الأمر لم يكن بالبساطة التي تخيلها بوشكاش وزملاؤه، إذ تحرك الاتحاد المجري، وطالب الفيفا بوقف لاعبيه في الخارج، فمنع الفيفا لاعبي المنتخب المجري من اللعب لمدة 18 شهرا.
وكان بوشكاش يتدبر شؤونه بما كان يمنحه إياه مواطنه كوبالا الذي كان يدافع في تلك الأثناء عن ألوان برشلونة, وتمكن بوشكاش من إحضار زوجته وابنته إلى إسبانيا.
وخلال هذه الاستراحة القسرية شعر أنه فقد جزءا من لياقته ومرونته وزاد وزنه, وقامت حملة ضده في المجر، واتهمته الصحف بتهريب الحلي وأشياء أخرى إلى خارج المجر، وأن دارته الفخمة في بودابست بناها من الأموال التي حصل عليها من طرق غير شرعية, واتصل مواطنه وزميله إميليو أوسترايشر، الذي كان يعيش في إسبانيا برئيس ريال مدريد حينها سانتيغو برنابيو، عارضا عليه إقناع بوشكاش بالانضمام إلى النادي الإسباني، ولم يبذل جهدا لإقناعه بجدوى هذا العمل، فتمت الصفقة بسرعة، ويقول بوشكاش: "لم تكن بدايتي في ريال مدريد سهلة ولاسيما بعد الاستراحة القسرية الطويلة إذ زاد وزني وشعرت أنني فقدت مرونتي ولياقتي ولم يبق لدي إلا اسمي".
بوشكاش العظيم
وفي مدريد، وجد بوشكاش مكانا له على مقاعد البدلاء، وفي جولة في أميركا اللاتينية سمح له باللعب للمرة الأولى مع ريال مدريد إلى جانب لاعبين كبار أمثال دي ستيفانو وكوبا وخنتو وسانتا ماريا وغيرهم، ولكن عروضه لم تكن مقنعة، وصبر عليه المسؤولون في ريال مدريد.
ومع الوقت استعاد بوشكاش ثقته ولياقته ومهاراته الفنية، وأصبح لاعبا أساسيا في ريال مدريد.
بدأ بوشكاش مرحلة جديدة في حياته الكروية بعيدا من وطنه، وواجه في البداية بعض المشكلات فقد كان عليه أن يتعامل مع أناس ذوي عقلية مختلفة عنه، ولكون كرة القدم لغة مشتركة داخل الملعب، فقد استطاع أن يبني علاقات سريعة, وهو يقول عن ذلك: "اعتدت على كل شيء بسرعة، حتى أصبحت مواطنا إسبانيا".
وكان لبوشكاش نصيب كبير من النجاح، فأوصل ريال مدريد في الموسم 1959-1960 إلى كأس أوروبا للنوادي الأبطال للمرة الخامسة في تاريخ النادي، ففاز على فرق قوية منها نيس وبرشلونة وقابل في المباراة النهائية أينتراخت فرانكفورت الألماني الاتحادي على ملعب هامبدن بارك في غلاسغو.
وفاز ريال مدريد (7 ــ 3)، وسجل بوشكاش أربعة أهداف منها, وعقب المباراة هلل الجمهور الاسكتلندي وصفق بحرارة "لبوشكاش العظيم".
وقال بوشكاش عن ذاك الانتصار: "كان يوما عظيما بالنسبة لي، كانت تلك المباراة هي الأفضل مع الفريق الإسباني، ولقيت خلالها تفاهما مع دي ستيفانو الفريد من نوعه".
ودافع بوشكاش سبع سنوات عن ألوان ريال مدريد، علما أن الفريق بعد مباراة غلاسكو طعمت صفوفه بعنصر الشباب بغية تطويره وتحديثه، ألا أن بوشكاش بقي النجم المطلق في نظر الجماهير.
هداف بالجملة
وخلال وجود بوشكاش مع منتخب بلاده في بداية الخمسينيات ، كانت المجر تهيمن على كرة القدم ، ففي العام 1952 قاد بوشكاش المجر إلى الذهب الأولمبي في هلسنكي ، ثم وصلوا إلى نهائيات كأس العالم عام 1954 بسويسرا دون أية هزيمة في أربع سنوات وقد كانت أبرز انتصاراتهم في ملعب ويمبلي الشهير أمام نحو 100 ألف متفرج في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1953، عندما سحقوا المنتخب الإنكليزي (6-3) في عقر داره كان منها هدفين لبوشكاش.
ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد فبعد ستة شهور من هذه الهزيمة انهزمت إنكلترا في بودابست (7-1) أمام المجر.
وفي العام 1954 كانت المجر بما تملكه من قوة كبيرة في الهجوم المرشح الأقوى لنيل كأس العالم ، ففي الدور الأول كانت المجر في مستوى الترشيحات حيث تصدرت مجموعتها دون أية هزيمة على حساب تركيا وألمانيا وكوريا الجنوبية، ففي اللقاء الأول سحقت المجر كوريا الجنوبية (9-0) كان منها هدفين لبوشكاش، ثم لقنوا المانيا الغربية درسا قاسيا بالفوز عليها (8-3) وسجل بوشكاش هدفا في هذا اللقاء الذي شهد إصابته.
وغاب بوشكاش عن الدور الربع النهائي والدور النصف النهائي ولكن زملاؤه لم يخيبوا الظن فقد سحقوا البرازيل (4-2) في الربع النهائي ثم سحقوا الأورغواي بذات النتيجة في النصف النهائي لتتأهل المجر إلى المباراة النهائية وكل العيون تراقب بوشكاش وتتساءل عن إمكانية خوضه للمباراة .
وفي المباراة النهائية شارك بوشكاش ضد ألمانيا الغربية التي هزمها (8-3)، ونجح بعد مرور ست دقائق من البداية في وضع المجر في ألمقدمه بهدف رائع قبل أن يعزز زميله زيبور التقدم في الدقيقة التاسعة ، وقبل الاستراحة عدلت ألمانيا النتيجة بشكل مفاجئ وفازت في النهاية (3-2) لتخسر المجر وسط حسرة كبيرة كأس العالم وتتلقى أول هزيمة لها خلال أربع سنوات.
وفي عام 1962 وبعد الانتقال إلى إسبانيا تم استدعاء بوشكاش للانضمام إلى المنتخب الإسباني من أجل المشاركة في بطولة كأس العالم بتشيلي ولكن خلال هذه المشاركة لم يحقق بوشكاش ما كان قد حققه مع المجر في سويسرا عام 1954.
لاعب ناجح ومدرب محترف
وبعد اعتزاله اللعب عام 1966 بعمر 39 عاما وخلال وجوده في إسبانيا خضع بوشكاش لدورة في التدريب، وحصل على إجازة للعمل في هذا المجال، وبرهن عن مقدرة فائقة في قيادة اللاعبين حيث كان محترفا 100%.
بدأ بوشكاش التدريب في فريق إسباني صغير، وما لبث ان انتقل إلى الخارج، فدرب فريق باناثينايكوس اليوناني، وحقق نجاحات كثيرة فأوصله إلى لقب بطولة بلاده، وجدد عقده فيه لثلاث سنوات، ونال الفريق لقب بطولة اليونان مرة ثانية، والمركز الثاني في بطولة كأس الأندية الأوروبية عام 1971، كما درب فريق أيك أثينا، وفريق كولو كولو التشيلي.
بعد ذلك عاد بوشكاش إلى إسبانيا لكن حنينه للتدريب عاوده فوافق على عرض تلقاه من نادي المصري البورسعيدي وتولى قيادة فريقه الأول موسم 80 - 81 .
وبعد تجربته القصيرة في مصر عاد بوشكاش مجددا إلى إسبانيا حين آثر الراحة والاعتزال بعدما أمن على مستقبله ماديا، علما أنه كان قد قرر الاستمرار في العمل حتى سن الستين لأنه كان يجد في مهنة التدريب متعة لا تدانيها أي متعة أخرى.
الرحيل
بوشكاش فارق الحياة صباح الجمعة عن عمر يناهز 79 عاما بعد صراع طويل مع المرض حيث كان يعاني من مرض "الزهايمر" منذ ستة أعوام.
رحل مخلفا وراءه سيرة تقارب قصص الأساطير، وسطر اسمه في كتب التاريخ بأحرف من ذهب، يصعب محوها وسيبقى لأجيال كثيرة رمزا يطمح العديدين لتحقيق بعضا مما وصل إليه اللاعب الذهبي المدهش الذي لم تعرف الملاعب إلا في ما ندر مثيلا له.
بوشكاش في سطور
الاسم: فيرينك بوشكاش
تاريخ الولادة: 2 نيسان 1927
مكان الولادة: بودابست، المجر
المركز: مهاجم.
الأندية التي احترف فيها:
1946- 1965: هونفيد (354 مباراة و357 هدفا)
1956-1967: ريال مدريد (528 مباراة و512 هدفا)
المنتخب الوطني:
1949-1956: المجر (85 مباراة و84 هدفا).
1961-1962: إسبانيا (4 مباريات بدون أهداف).
مسيرته التدريبية:
1966-1967: ديبورتيفو ألافيش
1967: سان فرانسيسكو غولدن غايت غايلز
1968-1969: فانكوفر رويالز
1969-1974: باناثينايكوس
1974-1975: ريال مايوركا
1975-1977: كولو كولو
1978-1979: أيك أثينا
1979-1980: النادي المصري
1984-1985: النادي المصري
1985-1986: كلوب سول دي أميركا
1986: سيرو بورتينو.
1989-1992: ساوث ملبورن هيلاس
1993: منتخب المجر.
ألقاب:
توج مع المجر بذهبية الألعاب الأولمبية عام 1952
نال مع المجر المركز الثاني في كأس العالم 1954
شارك مع إسبانيا في كأس العالم بتشيلي عام 1962
توج بطلا للدوري المجري أربع مرات أعوام 1950, 1952, 1954, 1955
توج بطلا لدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد ثلاث مرات أعوام 1959, 1960, 1966
توج بطلا لبطولة أندية العالم مع ريال مدريد عام 1960
توج بطلا للدوري الإسباني مرتين مع ريال مدريد عامي 1961 - 1965
توج بطلا لكأس إسبانيا مع ريال مدريد مرة واحده عام 1962
توج هدافا للدوري الإسباني أربع مرات.
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 18:09 من طرف رياك نعيم أمين
» الزمن القديم باقات العربسات القديم صدام كسرت غربا
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 10:08 من طرف رياك نعيم أمين
» أقمار يوتل سات على الغرب
الإثنين 22 أبريل 2024 - 19:16 من طرف رياك نعيم أمين
» دي خشت بعد أحتلال بغداد بداية الفرنسية على الغرب أتلانتيك بي
الخميس 14 مارس 2024 - 23:19 من طرف رياك نعيم أمين
» مستعدين لدي مليون بث أيقاف من العصر هلها فيها مازال
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 21:24 من طرف رياك نعيم أمين
» دورة إدارة الحملات الإعلامية الفعالة أثناء الأزمات
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 17:40 من طرف نورهان ميتك
» دورة مهارات الكتابة والتدقيق اللغوي القانوني
الأحد 12 نوفمبر 2023 - 10:50 من طرف نورهان ميتك
» دورة السلامة والصحة المهنية في المشروعات الهندسية 2024
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:57 من طرف نورهان ميتك
» دورة التصفية المحاسبية للمنتجات التمويلية للبنوك التجارية
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:45 من طرف نورهان ميتك
» شوفي دي ???? ???? ????
الأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 11:26 من طرف رياك نعيم أمين
» زمان زمان nilesat iraq waأيام الريسيفرات اللي تشيلها بالقوه
الإثنين 11 سبتمبر 2023 - 17:12 من طرف رياك نعيم أمين
» eutelsat b france
الأربعاء 6 سبتمبر 2023 - 17:58 من طرف رياك نعيم أمين
» دورات المحاسبة المالية و الحكومية | Financial accounting and
الأحد 11 يونيو 2023 - 14:08 من طرف نورهان ميتك
» دورات المراجعة والتدقيق Audit courses
الأحد 11 يونيو 2023 - 14:01 من طرف نورهان ميتك
» لماذا واي الجزائر على عربسات ماللذي تغير قرون وسنين
الأربعاء 24 مايو 2023 - 13:55 من طرف رياك نعيم أمين
» استخدام شبكة الانترنت في إدارة المشاريع الهندسية
الأحد 15 يناير 2023 - 17:08 من طرف نورهان ميتك
» أهلا ياجماعة جزائر طولتوا الموافقه نحنو أليت تيم 7
الإثنين 12 ديسمبر 2022 - 14:50 من طرف رياك نعيم أمين
» دورة الجودة في خدمة العملاء – ايزو 10002 لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 17:32 من طرف مركز تدريب جلف
» دورة الايزو 17025 ونظم اتحاد المعامل ISO 17025 لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 17:30 من طرف مركز تدريب جلف
» دورة نظام تقييم الأداء المتوازن لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 16:38 من طرف مركز تدريب جلف