يعاني بعض الأطفال من مشاعر النقص نتيجة نواقص جسمية او عاهات بارزة تساعد على ان ينشأوا خجولين ميالين للعزلة ، ومن هذه النواقص والعاهات البارزة ضعف البصر ، وصعوبة السمع ، او الثأثأو واللجلجة في الكلام ، او الشلل الجزئي ، او العرج ، او السمنة المفرطة , او طول القامة المفرط ، او ظهور البثور في الوجه ، وما إلى ذلك من الظواهر الشاذة ، وأحيانا يعاني الطفل من مشاعر النقص من نقص غير واقعي يتصوره ي أحد أعضاء جسمه ولا يراه غيره ولا يجد في اقناعه اي دليل او مناقشة ، كما قد يعاني بعض الأطفال من الخجل نتيجة مشاعر النقص الناتجة عن اسباب مادية ككون ملابسه رثة لفقره ، او لهزال جسمه الناتج عن سوء التغذية ، او لقلة ما بيده من مصروف يومي ، او لنقص في أدواته المدرسية وكتبه.
كما قد يعاني الطفل الخجول نتيجة إشعار البيئة له بالنقص لعدم وسامته ، او عدم تناسق تقاطيع وجهه وسوء منظره ن او لضعف قدراته العقلية وتحصيله في المدرسة ،او لخجل الأبوين وسوء معاملتهما له كالتشدد في عقابه لأقل سبب ، وقد يكون الأمر على النقيض من ذلك تماما فقد يكون الطفل مدللا لدرجة يشعر بالقلق والخجل والخيبة عندما لا يلاقي نفس العناية والتدليل من المجتمع .
والشعور بالنقص يعتري الفرد عندما يجد نفسه عاجزا عن ان يحل مايعرض له من مشكلات ويصاحبه من انفعالات الخوف والقلق والتردد وعدم القدره على اتخاذ القرار ، فيبدو الفرد عديم الكفاية ضعيف الثقه في نفسه " خجولا " .
وقد يبدو الطفل الخجول " انانيا " في كثير من الأحيان لأنه يسعى الى فرض رغباته على من يعيشون حوله ، ومرجع ذلك ان كل تفكيره مركز في ذاته ولا يمكنه ان ينفذه إلا في بيئته الخاصة لأنه لايقوى على فرضه على اقرانه او على الجماعة المرجعية التي ينتمي إليها كطلبة المدرسة او اقران اللعب .
هذا كما يبدو الطفل الخجول حساسا وعصبيا لأن مركب النقص الذي يعاني منه يجعله سهل الإستثارة ولذلك فقد يبدو احيانا كثير الحركة غير مستقر ، كما قد يبدو احياناقلقا متشائما حذرا ، او عديم المبالاة ، او متمارضا لجذب الأنظار - انظار البيئة المنزلية - وعطفها عليه ، كما قد يكون احيانا عدوانيا لأتفه الأسباب .
والشعور بالنقص لا يؤدي فقط غلى خجل الطفل إنما يؤدي أيضا إلى خجل الكبار البالغين .
الخجل والتحصيل الدراسي ؟
كثيرا ما يكون التأخر الدراسي من المسببات القوية للشعور بالنقص وضعف الثقة في النفس وبالتالي من الخجل ، ولكن ليس معنى ذلك اطلاقا ان كل تلميذ صغير او كبير خجول متأخر دراسيا ، فكثير من أوئل الطلبة يعانون من الخجل والشعور بالنقص ولكن لأسباب اخرى .
وليس معنى التأخر الدراسي دائما نقص في معدل ذكاء الطفل ، فكم من طفل ذكي يتأخر دراسيا ليس لنقص في قدراته العقلية ولكن لأنه يعاني من القلق النفسي والإنزعاج لأقل الأسباب .
وقد يكون تأخر الطفل دراسيا ومن ثم خجله الشديد لإنخفاض مستواه عن مستوى اقرانه ، كونه مهملا في المنزل ، او انه يعيش في اسرة يظللها الصراع والشقاق ، او تقوم بتكليفه طول الوقت بعد عودته من االمدرسة بإنجاز أعمال منزلية او غير منزلية تمنعه من تكريس وقت كف لواجباته المدرسية .
وقد يكون التأخر الدراسي مرجعه فعلا نقص ذكاء الطفل وقدراته العقلية ، بحيث يتعذر عليه مسايرة اقرانه .
كيف نعالج الطفل الخجول ؟
لكي نعالج طفلا خجولا يجب ان ندرك أولا انه حساس حساسية مفرطة ، وفي أمسّ الحاجة لأن نعيد إليه ثقته في نفسه وذلك عن طريق تصحيح فكرته عن نفسه ، وعلى قبول بعض النقائص التي قد يعاني منها على اساس الواقع ، وعلى اساس أن كل منا له نقاط ضعفه ، كما يجب أن ندرك أن الطفل الخجول في حاجة ماسة إلى تنمية شخصيته ، وتكوين قدرات للأخذ والعطاء مع الغير ، ولكي نحقق ذلك يجب ان تتبع الخطوات الآتيه :
أولا: يجب ان يشعر الطفل الخجول بحبك وقبولك له ، ولذلك يجب ان تتعرف عليه جيدا ً وتفهمه فهما عميقاً ، سواء كنت اباً او معلماً او معالجاً نفسياً .
ثانيا: يجب تهيئة الجو الآمن الودي عن طريق الألفة والطمأنينة مع الأشخاص الكبار الذين يعيش الطفل معهم سواء في الأسرة أو في المدرسة ، فكلما كان هناك جو من الدفء العاطفي في البيئة وشعور بالأمن والطمأنينة كلما أفصح الطفل الخجول عما يساوره من شكوك أو مخاوف أو هواجس أو قلق ، وكلما تحدث عن مشاكله مع الكبار الذين حوله ووجد حلاً لها - إن الطفل الخجول لن يفصح عما في نفسه إلا إذا اطمأن اطمئنانا ً كاملا لأحد الكبار ممن حوله ، وهذا الشعور لن يتحقق إلا إذا شعر الطفل بالقبول والتقدير والتشجيع والصداقه ، وانتفت الجفوة والنقد والتأنيب في معاملته .
ثالثا: عدم دفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته ، إذ أنه ليس معنى تشجيع الطفل ومحاولة بث ثقته في نفسه أن ندفعه إلى القيام بأعمال تفوق طاقته الجسمية ، او قدراته العقلية او اللفظيه ، بل يجب ان نتحسس الأعمال التي نشعر بأنه في مقدوره القيام بها ، وندفعه إليها لنكسبه شعورا بالأهمية والتقدير في نظر نفسه ونظر الآخرين حوله ، ومن ثم ننمي فيه شعور الإنتساب إلى البيئة الإجتماعية التي يعيش فيها بدلا من الإنزواء والخجل والبعد عنها .. إن تكليف الطفل او دفعه للقيام بأعمال تفوق قدراته يشعره بالعجز ويجعله يستكين وينزوي ويزداد خجلاً .
يجب ان يقلع اللآباء عن صب ابنائهم في " قوالب " ترضيهم ، فالإبن التقليدي الغارق في احترام الأصول والقواعد ، قد يكون خجولا ، و فاشلا في حياته العملية ، كما يجب ان ندرك ام الطفل ليس قطعة من الطين في يد نحات ، إنه كائن حي يعيش آلاف التجارب ويمر بمختلف الظروف ، فعملية اكراههعلى انتهاج أسلوب معين في السلوك يجعله يفشل ويصيب الأب بالإرهاق النفسي .. ليس علينا إلا أن نحمي الطفل من هواجس ووساوس الخجل ، او نخلصه منها إذا كان مصابا بها ، وننمي قدراته تاركين له حرية الاختيار والتصرف في جو من الأمن والطمأنينة بحيث يختار الطفل طريقته .
رابعا: يجب تدريب الطفل الخجول على الأخذ والعطاء وتكوين الصداقات مع أقرانه الأطفال ، وذلك بتشجيعه بكل الطرق على الإختلاط والاحتفال بالصداقات ، ويمكننا ان ننجح في ذلك إذا عنينا بالمظهر الخارجي للطفل من حيث ملابسه وأسلوبه في الأخذ والعطاء .
ان الأخذ والعطاء هو سبيل كل منا إلى تكوين الذات والثقة في النفس .
خامسا: التربية الاستقلالية وعدم تدليل الطفل خير وسيلة للوقاية والعلاج من الخجل .
وفي ضوء هذه الأساليب لعلاج الخجل ، يمكن تخفيف حدة الخجل شيئا فشيئا عند الطفل الخجول ، ويمكن اكتشاف مزاياه ونقط القوة في قدراته ، وتنمية شخصيته في جو من الدفء العاطفي والأمن والطمأنينة وبالانتساب إلى الجماعات الصغرى من الأطفال سواء في المدرسة او في النادي ، حتى تتحول نظرة الطفل من أن الناس يتحرون حركاته وسكناته ، إلى الاندماج معهم والشعور بأنه فرد منهم .
أمثلة لحالات واقعية عولجت من الخجل
الحالة الأولـــى :
طفلة تبلغ من السن الخامسة والنصف ، كانت طفلة ودودة تحب الأطفال عامة ، وتميل للتحدث مع أي شخص حتى ولو كان غريبا لا تعرفه ، ولكن منذ أربعة شهور بدأت تتغير والآن أصبحت خجولة .. لا تحب اللعب ولا حتى التحدث مع أقرانها من الأطفال إذا كانت خارج المنزل – وقد تمضي المساء دون أن تتفوه بكلمة إذا زار العائلة أحد ، ولكنها على عكس ذلك وهي بمفردها مع الأم في البيت .
دل البحث الاجتماعي انه في احد الأيام هجم عليها *** وهو ينبح فخافت منه خوفا شديدا ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تخاف الخروج من المنزل ، وقد بدأ الخجل عقب هذا الحادث .
وقد تطورت حالة هذه الطفلة سوءاً فأصبحت بعد أن كانت تنام نوما هادئا وتذهب لسريرها دون أي صعوبة ، أصبحت تذهب للسرير وهي تصرخ وتطلب من الأم البقاء معها .
وقد لجأت الأم إلى علاج حالة الابنة بضربها وزجرها ، ودفعها إلى اللعب مع غيرها من الأطفال ، فكانت الطفلة تزداد عنادا ، كما لجأ الأب إلى ضربها كلما رفضت ان ترد على احد إذا وجه إليها كلاما وكلما رفضت إطاعة أي أمر ... فانتهى الأمر بأن ساءت الحالة وبدأت الطفلة تعاني من التبول اللا إرادي ليلا ... وبدأت الأم في معايرتها أمام إخواتها لهذا التبول .
وفي العيادة النفسية أفهمت الأم أن ظهور أعراض الخجل عقب حادثة ال*** ، لا يعني ان الخوف من ال*** هو سبب الحالة وقد تكون الصغيرة قد مرت بتجارب قاسية .. وأفهمت الأم كما أفهم الأب أ، الضرب عقد حالة الطفلة وإنه السبب المباشر للتبول اللا إرادي وخوف الطفلة قبل النوم ، وإن حالتها تستدعي الكثير من الصبر والتشجيع والعطف لتتغلب على خجلها ومخاوفها ، ونصحت الأم بأن تحضر للطفلة *** صغير بالاتفاق معها – وذلك لتربيته في المنزل ، وقد تم ذلك فعلا ، وأمكن الحصول على *** صغير هادئ لطيف ساعدها على التغلب كثيرا على الخوف من ال**** ، فلم تعد الطفلة تبدي انزعاجا او تبكي عند رؤية *** او قط .
وقد ركز العلاج على تهدئة الأم ووضع حد لقلقها على حالة الطفلة ن كما ساعد الأب على التعاون مع الأم في خلق جو من الدفء العاطفي المنزلي للطفلة ومعاملتها برفق دون قلق ، وتشجيعها على اللعب والتعامل مع غيرها من الأطفال بدلا من تأنيبها وضربها ، ذلك لأن التأنيب يزيد الطفل الخجول خجلا وخوفا ويشعره بفقد حب الناس له .
وقد وجهت الأم بأن تترك للطفلة حرية الكلام أو السكوت ، واللعب او عدم اللعب مع غيرها من الأطفال مع منحها كل الفرص للاجتماع واللعب والكلام معهم من حين لآخر ، بل شجعت الأم على ملاطفة الأطفال من سنها ودعوتهم لمنزلها كلما أمكن .. وهكذا تغلبت الطفلة على خجلها وبدأت في الأخذ والعطاء مع غيرها من الأطفال ، ولكن بعد أن تحقق لها شعور الأمن والطمأنينة والحب والسرور والاغتباط في أسرتها مع أمها ووالدها وباقي أفراد الأسرة .
إن ككل حالات الخجل تحتاج إلى الوقت الصبر والعطف والتشجيع ، مع الابتعاد كلية عن الضغط والتهديد أو الإرغام ، كما تحتاج إلى تعاون جميع أفراد الأسرة ، وتعاون المدرسة ، كما تحتاج إلى التربية الاستقلالية تدريجيا وعدم المبالغة في العطف أو التدليل ، وإلى الاهتمام بإشعار الطفل بالأمن والطمأنينة سواء في المدرسة أو في جو الأسرة ، كما تحتاج أيضا إلى اتاحة الفرص للطفل للاختلاط والأخذ والعطاء دون شعوره بأنه مراقب أو انه سيحرج من الغير لأي خطأ قد يرتكبه .
إن علاج الخجل ليس مستحيلا ، وكم من فل أو شاب خرج من هذه الحالة النفسية الحرجة وأصبح مرحا وأكثر استقرارا ، عندما استخدمت معه الأساليب السوية للعلاج ، سواء كان العلاج سلوكيا ، أ, نفسيا ، او علاج لنقص أو عاهة من العاهات . )
كما قد يعاني الطفل الخجول نتيجة إشعار البيئة له بالنقص لعدم وسامته ، او عدم تناسق تقاطيع وجهه وسوء منظره ن او لضعف قدراته العقلية وتحصيله في المدرسة ،او لخجل الأبوين وسوء معاملتهما له كالتشدد في عقابه لأقل سبب ، وقد يكون الأمر على النقيض من ذلك تماما فقد يكون الطفل مدللا لدرجة يشعر بالقلق والخجل والخيبة عندما لا يلاقي نفس العناية والتدليل من المجتمع .
والشعور بالنقص يعتري الفرد عندما يجد نفسه عاجزا عن ان يحل مايعرض له من مشكلات ويصاحبه من انفعالات الخوف والقلق والتردد وعدم القدره على اتخاذ القرار ، فيبدو الفرد عديم الكفاية ضعيف الثقه في نفسه " خجولا " .
وقد يبدو الطفل الخجول " انانيا " في كثير من الأحيان لأنه يسعى الى فرض رغباته على من يعيشون حوله ، ومرجع ذلك ان كل تفكيره مركز في ذاته ولا يمكنه ان ينفذه إلا في بيئته الخاصة لأنه لايقوى على فرضه على اقرانه او على الجماعة المرجعية التي ينتمي إليها كطلبة المدرسة او اقران اللعب .
هذا كما يبدو الطفل الخجول حساسا وعصبيا لأن مركب النقص الذي يعاني منه يجعله سهل الإستثارة ولذلك فقد يبدو احيانا كثير الحركة غير مستقر ، كما قد يبدو احياناقلقا متشائما حذرا ، او عديم المبالاة ، او متمارضا لجذب الأنظار - انظار البيئة المنزلية - وعطفها عليه ، كما قد يكون احيانا عدوانيا لأتفه الأسباب .
والشعور بالنقص لا يؤدي فقط غلى خجل الطفل إنما يؤدي أيضا إلى خجل الكبار البالغين .
الخجل والتحصيل الدراسي ؟
كثيرا ما يكون التأخر الدراسي من المسببات القوية للشعور بالنقص وضعف الثقة في النفس وبالتالي من الخجل ، ولكن ليس معنى ذلك اطلاقا ان كل تلميذ صغير او كبير خجول متأخر دراسيا ، فكثير من أوئل الطلبة يعانون من الخجل والشعور بالنقص ولكن لأسباب اخرى .
وليس معنى التأخر الدراسي دائما نقص في معدل ذكاء الطفل ، فكم من طفل ذكي يتأخر دراسيا ليس لنقص في قدراته العقلية ولكن لأنه يعاني من القلق النفسي والإنزعاج لأقل الأسباب .
وقد يكون تأخر الطفل دراسيا ومن ثم خجله الشديد لإنخفاض مستواه عن مستوى اقرانه ، كونه مهملا في المنزل ، او انه يعيش في اسرة يظللها الصراع والشقاق ، او تقوم بتكليفه طول الوقت بعد عودته من االمدرسة بإنجاز أعمال منزلية او غير منزلية تمنعه من تكريس وقت كف لواجباته المدرسية .
وقد يكون التأخر الدراسي مرجعه فعلا نقص ذكاء الطفل وقدراته العقلية ، بحيث يتعذر عليه مسايرة اقرانه .
كيف نعالج الطفل الخجول ؟
لكي نعالج طفلا خجولا يجب ان ندرك أولا انه حساس حساسية مفرطة ، وفي أمسّ الحاجة لأن نعيد إليه ثقته في نفسه وذلك عن طريق تصحيح فكرته عن نفسه ، وعلى قبول بعض النقائص التي قد يعاني منها على اساس الواقع ، وعلى اساس أن كل منا له نقاط ضعفه ، كما يجب أن ندرك أن الطفل الخجول في حاجة ماسة إلى تنمية شخصيته ، وتكوين قدرات للأخذ والعطاء مع الغير ، ولكي نحقق ذلك يجب ان تتبع الخطوات الآتيه :
أولا: يجب ان يشعر الطفل الخجول بحبك وقبولك له ، ولذلك يجب ان تتعرف عليه جيدا ً وتفهمه فهما عميقاً ، سواء كنت اباً او معلماً او معالجاً نفسياً .
ثانيا: يجب تهيئة الجو الآمن الودي عن طريق الألفة والطمأنينة مع الأشخاص الكبار الذين يعيش الطفل معهم سواء في الأسرة أو في المدرسة ، فكلما كان هناك جو من الدفء العاطفي في البيئة وشعور بالأمن والطمأنينة كلما أفصح الطفل الخجول عما يساوره من شكوك أو مخاوف أو هواجس أو قلق ، وكلما تحدث عن مشاكله مع الكبار الذين حوله ووجد حلاً لها - إن الطفل الخجول لن يفصح عما في نفسه إلا إذا اطمأن اطمئنانا ً كاملا لأحد الكبار ممن حوله ، وهذا الشعور لن يتحقق إلا إذا شعر الطفل بالقبول والتقدير والتشجيع والصداقه ، وانتفت الجفوة والنقد والتأنيب في معاملته .
ثالثا: عدم دفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته ، إذ أنه ليس معنى تشجيع الطفل ومحاولة بث ثقته في نفسه أن ندفعه إلى القيام بأعمال تفوق طاقته الجسمية ، او قدراته العقلية او اللفظيه ، بل يجب ان نتحسس الأعمال التي نشعر بأنه في مقدوره القيام بها ، وندفعه إليها لنكسبه شعورا بالأهمية والتقدير في نظر نفسه ونظر الآخرين حوله ، ومن ثم ننمي فيه شعور الإنتساب إلى البيئة الإجتماعية التي يعيش فيها بدلا من الإنزواء والخجل والبعد عنها .. إن تكليف الطفل او دفعه للقيام بأعمال تفوق قدراته يشعره بالعجز ويجعله يستكين وينزوي ويزداد خجلاً .
يجب ان يقلع اللآباء عن صب ابنائهم في " قوالب " ترضيهم ، فالإبن التقليدي الغارق في احترام الأصول والقواعد ، قد يكون خجولا ، و فاشلا في حياته العملية ، كما يجب ان ندرك ام الطفل ليس قطعة من الطين في يد نحات ، إنه كائن حي يعيش آلاف التجارب ويمر بمختلف الظروف ، فعملية اكراههعلى انتهاج أسلوب معين في السلوك يجعله يفشل ويصيب الأب بالإرهاق النفسي .. ليس علينا إلا أن نحمي الطفل من هواجس ووساوس الخجل ، او نخلصه منها إذا كان مصابا بها ، وننمي قدراته تاركين له حرية الاختيار والتصرف في جو من الأمن والطمأنينة بحيث يختار الطفل طريقته .
رابعا: يجب تدريب الطفل الخجول على الأخذ والعطاء وتكوين الصداقات مع أقرانه الأطفال ، وذلك بتشجيعه بكل الطرق على الإختلاط والاحتفال بالصداقات ، ويمكننا ان ننجح في ذلك إذا عنينا بالمظهر الخارجي للطفل من حيث ملابسه وأسلوبه في الأخذ والعطاء .
ان الأخذ والعطاء هو سبيل كل منا إلى تكوين الذات والثقة في النفس .
خامسا: التربية الاستقلالية وعدم تدليل الطفل خير وسيلة للوقاية والعلاج من الخجل .
وفي ضوء هذه الأساليب لعلاج الخجل ، يمكن تخفيف حدة الخجل شيئا فشيئا عند الطفل الخجول ، ويمكن اكتشاف مزاياه ونقط القوة في قدراته ، وتنمية شخصيته في جو من الدفء العاطفي والأمن والطمأنينة وبالانتساب إلى الجماعات الصغرى من الأطفال سواء في المدرسة او في النادي ، حتى تتحول نظرة الطفل من أن الناس يتحرون حركاته وسكناته ، إلى الاندماج معهم والشعور بأنه فرد منهم .
أمثلة لحالات واقعية عولجت من الخجل
الحالة الأولـــى :
طفلة تبلغ من السن الخامسة والنصف ، كانت طفلة ودودة تحب الأطفال عامة ، وتميل للتحدث مع أي شخص حتى ولو كان غريبا لا تعرفه ، ولكن منذ أربعة شهور بدأت تتغير والآن أصبحت خجولة .. لا تحب اللعب ولا حتى التحدث مع أقرانها من الأطفال إذا كانت خارج المنزل – وقد تمضي المساء دون أن تتفوه بكلمة إذا زار العائلة أحد ، ولكنها على عكس ذلك وهي بمفردها مع الأم في البيت .
دل البحث الاجتماعي انه في احد الأيام هجم عليها *** وهو ينبح فخافت منه خوفا شديدا ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تخاف الخروج من المنزل ، وقد بدأ الخجل عقب هذا الحادث .
وقد تطورت حالة هذه الطفلة سوءاً فأصبحت بعد أن كانت تنام نوما هادئا وتذهب لسريرها دون أي صعوبة ، أصبحت تذهب للسرير وهي تصرخ وتطلب من الأم البقاء معها .
وقد لجأت الأم إلى علاج حالة الابنة بضربها وزجرها ، ودفعها إلى اللعب مع غيرها من الأطفال ، فكانت الطفلة تزداد عنادا ، كما لجأ الأب إلى ضربها كلما رفضت ان ترد على احد إذا وجه إليها كلاما وكلما رفضت إطاعة أي أمر ... فانتهى الأمر بأن ساءت الحالة وبدأت الطفلة تعاني من التبول اللا إرادي ليلا ... وبدأت الأم في معايرتها أمام إخواتها لهذا التبول .
وفي العيادة النفسية أفهمت الأم أن ظهور أعراض الخجل عقب حادثة ال*** ، لا يعني ان الخوف من ال*** هو سبب الحالة وقد تكون الصغيرة قد مرت بتجارب قاسية .. وأفهمت الأم كما أفهم الأب أ، الضرب عقد حالة الطفلة وإنه السبب المباشر للتبول اللا إرادي وخوف الطفلة قبل النوم ، وإن حالتها تستدعي الكثير من الصبر والتشجيع والعطف لتتغلب على خجلها ومخاوفها ، ونصحت الأم بأن تحضر للطفلة *** صغير بالاتفاق معها – وذلك لتربيته في المنزل ، وقد تم ذلك فعلا ، وأمكن الحصول على *** صغير هادئ لطيف ساعدها على التغلب كثيرا على الخوف من ال**** ، فلم تعد الطفلة تبدي انزعاجا او تبكي عند رؤية *** او قط .
وقد ركز العلاج على تهدئة الأم ووضع حد لقلقها على حالة الطفلة ن كما ساعد الأب على التعاون مع الأم في خلق جو من الدفء العاطفي المنزلي للطفلة ومعاملتها برفق دون قلق ، وتشجيعها على اللعب والتعامل مع غيرها من الأطفال بدلا من تأنيبها وضربها ، ذلك لأن التأنيب يزيد الطفل الخجول خجلا وخوفا ويشعره بفقد حب الناس له .
وقد وجهت الأم بأن تترك للطفلة حرية الكلام أو السكوت ، واللعب او عدم اللعب مع غيرها من الأطفال مع منحها كل الفرص للاجتماع واللعب والكلام معهم من حين لآخر ، بل شجعت الأم على ملاطفة الأطفال من سنها ودعوتهم لمنزلها كلما أمكن .. وهكذا تغلبت الطفلة على خجلها وبدأت في الأخذ والعطاء مع غيرها من الأطفال ، ولكن بعد أن تحقق لها شعور الأمن والطمأنينة والحب والسرور والاغتباط في أسرتها مع أمها ووالدها وباقي أفراد الأسرة .
إن ككل حالات الخجل تحتاج إلى الوقت الصبر والعطف والتشجيع ، مع الابتعاد كلية عن الضغط والتهديد أو الإرغام ، كما تحتاج إلى تعاون جميع أفراد الأسرة ، وتعاون المدرسة ، كما تحتاج إلى التربية الاستقلالية تدريجيا وعدم المبالغة في العطف أو التدليل ، وإلى الاهتمام بإشعار الطفل بالأمن والطمأنينة سواء في المدرسة أو في جو الأسرة ، كما تحتاج أيضا إلى اتاحة الفرص للطفل للاختلاط والأخذ والعطاء دون شعوره بأنه مراقب أو انه سيحرج من الغير لأي خطأ قد يرتكبه .
إن علاج الخجل ليس مستحيلا ، وكم من فل أو شاب خرج من هذه الحالة النفسية الحرجة وأصبح مرحا وأكثر استقرارا ، عندما استخدمت معه الأساليب السوية للعلاج ، سواء كان العلاج سلوكيا ، أ, نفسيا ، او علاج لنقص أو عاهة من العاهات . )
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 18:09 من طرف رياك نعيم أمين
» الزمن القديم باقات العربسات القديم صدام كسرت غربا
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 10:08 من طرف رياك نعيم أمين
» أقمار يوتل سات على الغرب
الإثنين 22 أبريل 2024 - 19:16 من طرف رياك نعيم أمين
» دي خشت بعد أحتلال بغداد بداية الفرنسية على الغرب أتلانتيك بي
الخميس 14 مارس 2024 - 23:19 من طرف رياك نعيم أمين
» مستعدين لدي مليون بث أيقاف من العصر هلها فيها مازال
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 21:24 من طرف رياك نعيم أمين
» دورة إدارة الحملات الإعلامية الفعالة أثناء الأزمات
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 17:40 من طرف نورهان ميتك
» دورة مهارات الكتابة والتدقيق اللغوي القانوني
الأحد 12 نوفمبر 2023 - 10:50 من طرف نورهان ميتك
» دورة السلامة والصحة المهنية في المشروعات الهندسية 2024
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:57 من طرف نورهان ميتك
» دورة التصفية المحاسبية للمنتجات التمويلية للبنوك التجارية
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:45 من طرف نورهان ميتك
» شوفي دي ???? ???? ????
الأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 11:26 من طرف رياك نعيم أمين
» زمان زمان nilesat iraq waأيام الريسيفرات اللي تشيلها بالقوه
الإثنين 11 سبتمبر 2023 - 17:12 من طرف رياك نعيم أمين
» eutelsat b france
الأربعاء 6 سبتمبر 2023 - 17:58 من طرف رياك نعيم أمين
» دورات المحاسبة المالية و الحكومية | Financial accounting and
الأحد 11 يونيو 2023 - 14:08 من طرف نورهان ميتك
» دورات المراجعة والتدقيق Audit courses
الأحد 11 يونيو 2023 - 14:01 من طرف نورهان ميتك
» لماذا واي الجزائر على عربسات ماللذي تغير قرون وسنين
الأربعاء 24 مايو 2023 - 13:55 من طرف رياك نعيم أمين
» استخدام شبكة الانترنت في إدارة المشاريع الهندسية
الأحد 15 يناير 2023 - 17:08 من طرف نورهان ميتك
» أهلا ياجماعة جزائر طولتوا الموافقه نحنو أليت تيم 7
الإثنين 12 ديسمبر 2022 - 14:50 من طرف رياك نعيم أمين
» دورة الجودة في خدمة العملاء – ايزو 10002 لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 17:32 من طرف مركز تدريب جلف
» دورة الايزو 17025 ونظم اتحاد المعامل ISO 17025 لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 17:30 من طرف مركز تدريب جلف
» دورة نظام تقييم الأداء المتوازن لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 16:38 من طرف مركز تدريب جلف