تحتفل أكثر من دولة في العالم الإسلامي وغيره بمرور 600 عام، على وفاة العلامة المبهر ابن خلدون، أحد أهم الشخصيات المؤثرة في الفكر الاجتماعي وعلمه، ومؤسس مدرسة البحث الاجتماعي.
لقد كان عمل ابن خلدون المعروف «المقدمة» بمثابة العمل الأسطوري الذي سبق عصره وزمانه، وقدم توصيفا بالغ الدقة والحساسية عن أداء الدولة والسلطان والعلم والدين والقضاء، ومفاهيم متفرعة عن كل ذلك. والحقيقة لا بد أن يصاب المتابع لهذه الاحتفالية بالحسرة والمرارة، لاعتناء العديد من دول أوروبا كأسبانيا والبرتغال وانجلترا أو فرنسا وألمانيا بهذه المناسبة، وقيامها بتقديم الندوات والمحاضرات والدورات والكتب والمقالات عن ابن خلدون وأعماله، ونتائج هذه الأعمال، ومقابل ذلك هناك تجاهل تام للرجل وقيمته في العالم العربي والاسلامي، فهو مغيب عن المناهج، وعن الحدث العلمي والثقافي، في مقابل إبراز شخصيات اسلامية أخرى لأسباب ومبررات غير مقنعة. فلو قورنت المساحة الممنوحة لشخصية «محدث» أو مجادل كلامي مثلا، مقابل شخصية ابن خلدون لمالت الكفة بلا جدال ولا نقاش لصالح المساحة المتاحة للمحدث. طبعا ما هذا إلا مثال واحد، ولكن هناك جزما وتأكيدا أنه لو تم فتح المجال لبث ونشر فكر ابن خلدون، ومن هم مثله لكانت نسبة التسامح في ازدياد، وإحسان الظن في تقدم، وعلاقتنا بالآخر في ازدهار.
ابن خلدون كان فقيها وعالما متمكنا من دينه، ولكنه كان ذا علم واسع بلا قيد، فلم يحصر نفسه في الفقه وحده، بل انفتح على علوم الدنيا، وأبلى بلاءً مهما في العلوم الاغريقية والرومانية، وقدم طروحات بالغة الدقة وسبقت عصره وأوانه. ولعل أهمها كان ما تطرق اليه بخصوص الخصخصة، وهو فهم معاصر لدرجة كبيرة جدا، ولكنه حذر من قيام الدولة بممارسة الدور الاقتصادي وتبعيات ذلك الأمر، فاعتبر أن «التجارة مع السلطان خطأ كبير».
العالم الاسلامي حرم نفسه من نتاج العديد من مفكريه وعلمائه وجهابذته، رغبة في حصر نفسه في العلم الفقهي فقط. منظومة العلم هي منظومة متكاملة، والتعاطي مع جزيئة واحدة منها فقط يجعله ناقصا ومشوها فاتحا المجال لاستقرار الجهل والتطرف والشعوذة والخزعبلات. مفاهيم مختلفة يطالب بها العالم الاسلامي اليوم: مفاهيم كالمطالبة بالعلم والتعلم، تبادل الثقافات، تطوير العدل والقضاء، التسامح وقبول الآخر وغير ذلك.
لقد قدم ابن خلدون في مشروعه العبقري، نهجا فذا وسيرة أخلاقية لكيفية أن يكون المسلم فاعلا وفعالا في مجتمعه الانساني بمنظور حضاري فطن اليه الغرب، واعتبروا أن في فكره مفاتيح ومخارج للأزمات التي تورطت فيها الكنيسة وكرستها في شعوبها ودولها، حتى بات التطرف سمة أساسية بامتياز.
ابن خلدون لا يقل أهمية عن أي محدث أو فقيه تملأ مدائحهم مناهجنا وكتبنا العربية، ولكنه لم يمنح المساحة المطلوبة للاستفادة مما قدم، والعلوم التي قدمها لأمته وللعالم تبقى شاهدة وناطقة على أهمية فكره ونتاج ثقافته التي يتمتع بها العالم بأسره أكثر من العالم الاسلامي نفسه وفي هذه مفارقة عجيبة.
--------------------------------------------------------------------------------
هدا الموضوع منقول واود هنا ان الفت انتباه الاخوة بارك الله فيهم ان مقدمة ابن خلدون رحمه الله وجميع المسلمين فيها بعض العلوم المدمومة والمحرمة من دلك السحر ونحوه وبعض الاخطاء التي ينبغي الانتباه اليها في علم الحديث الشريف وللشيخ الالباني رحمه الله كلمة على كتاب الامام ابن خلدون اظن انها موجودة في موقعه www.alalbany.net
لقد كان عمل ابن خلدون المعروف «المقدمة» بمثابة العمل الأسطوري الذي سبق عصره وزمانه، وقدم توصيفا بالغ الدقة والحساسية عن أداء الدولة والسلطان والعلم والدين والقضاء، ومفاهيم متفرعة عن كل ذلك. والحقيقة لا بد أن يصاب المتابع لهذه الاحتفالية بالحسرة والمرارة، لاعتناء العديد من دول أوروبا كأسبانيا والبرتغال وانجلترا أو فرنسا وألمانيا بهذه المناسبة، وقيامها بتقديم الندوات والمحاضرات والدورات والكتب والمقالات عن ابن خلدون وأعماله، ونتائج هذه الأعمال، ومقابل ذلك هناك تجاهل تام للرجل وقيمته في العالم العربي والاسلامي، فهو مغيب عن المناهج، وعن الحدث العلمي والثقافي، في مقابل إبراز شخصيات اسلامية أخرى لأسباب ومبررات غير مقنعة. فلو قورنت المساحة الممنوحة لشخصية «محدث» أو مجادل كلامي مثلا، مقابل شخصية ابن خلدون لمالت الكفة بلا جدال ولا نقاش لصالح المساحة المتاحة للمحدث. طبعا ما هذا إلا مثال واحد، ولكن هناك جزما وتأكيدا أنه لو تم فتح المجال لبث ونشر فكر ابن خلدون، ومن هم مثله لكانت نسبة التسامح في ازدياد، وإحسان الظن في تقدم، وعلاقتنا بالآخر في ازدهار.
ابن خلدون كان فقيها وعالما متمكنا من دينه، ولكنه كان ذا علم واسع بلا قيد، فلم يحصر نفسه في الفقه وحده، بل انفتح على علوم الدنيا، وأبلى بلاءً مهما في العلوم الاغريقية والرومانية، وقدم طروحات بالغة الدقة وسبقت عصره وأوانه. ولعل أهمها كان ما تطرق اليه بخصوص الخصخصة، وهو فهم معاصر لدرجة كبيرة جدا، ولكنه حذر من قيام الدولة بممارسة الدور الاقتصادي وتبعيات ذلك الأمر، فاعتبر أن «التجارة مع السلطان خطأ كبير».
العالم الاسلامي حرم نفسه من نتاج العديد من مفكريه وعلمائه وجهابذته، رغبة في حصر نفسه في العلم الفقهي فقط. منظومة العلم هي منظومة متكاملة، والتعاطي مع جزيئة واحدة منها فقط يجعله ناقصا ومشوها فاتحا المجال لاستقرار الجهل والتطرف والشعوذة والخزعبلات. مفاهيم مختلفة يطالب بها العالم الاسلامي اليوم: مفاهيم كالمطالبة بالعلم والتعلم، تبادل الثقافات، تطوير العدل والقضاء، التسامح وقبول الآخر وغير ذلك.
لقد قدم ابن خلدون في مشروعه العبقري، نهجا فذا وسيرة أخلاقية لكيفية أن يكون المسلم فاعلا وفعالا في مجتمعه الانساني بمنظور حضاري فطن اليه الغرب، واعتبروا أن في فكره مفاتيح ومخارج للأزمات التي تورطت فيها الكنيسة وكرستها في شعوبها ودولها، حتى بات التطرف سمة أساسية بامتياز.
ابن خلدون لا يقل أهمية عن أي محدث أو فقيه تملأ مدائحهم مناهجنا وكتبنا العربية، ولكنه لم يمنح المساحة المطلوبة للاستفادة مما قدم، والعلوم التي قدمها لأمته وللعالم تبقى شاهدة وناطقة على أهمية فكره ونتاج ثقافته التي يتمتع بها العالم بأسره أكثر من العالم الاسلامي نفسه وفي هذه مفارقة عجيبة.
--------------------------------------------------------------------------------
هدا الموضوع منقول واود هنا ان الفت انتباه الاخوة بارك الله فيهم ان مقدمة ابن خلدون رحمه الله وجميع المسلمين فيها بعض العلوم المدمومة والمحرمة من دلك السحر ونحوه وبعض الاخطاء التي ينبغي الانتباه اليها في علم الحديث الشريف وللشيخ الالباني رحمه الله كلمة على كتاب الامام ابن خلدون اظن انها موجودة في موقعه www.alalbany.net
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 18:09 من طرف رياك نعيم أمين
» الزمن القديم باقات العربسات القديم صدام كسرت غربا
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 10:08 من طرف رياك نعيم أمين
» أقمار يوتل سات على الغرب
الإثنين 22 أبريل 2024 - 19:16 من طرف رياك نعيم أمين
» دي خشت بعد أحتلال بغداد بداية الفرنسية على الغرب أتلانتيك بي
الخميس 14 مارس 2024 - 23:19 من طرف رياك نعيم أمين
» مستعدين لدي مليون بث أيقاف من العصر هلها فيها مازال
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 21:24 من طرف رياك نعيم أمين
» دورة إدارة الحملات الإعلامية الفعالة أثناء الأزمات
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 17:40 من طرف نورهان ميتك
» دورة مهارات الكتابة والتدقيق اللغوي القانوني
الأحد 12 نوفمبر 2023 - 10:50 من طرف نورهان ميتك
» دورة السلامة والصحة المهنية في المشروعات الهندسية 2024
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:57 من طرف نورهان ميتك
» دورة التصفية المحاسبية للمنتجات التمويلية للبنوك التجارية
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:45 من طرف نورهان ميتك
» شوفي دي ???? ???? ????
الأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 11:26 من طرف رياك نعيم أمين
» زمان زمان nilesat iraq waأيام الريسيفرات اللي تشيلها بالقوه
الإثنين 11 سبتمبر 2023 - 17:12 من طرف رياك نعيم أمين
» eutelsat b france
الأربعاء 6 سبتمبر 2023 - 17:58 من طرف رياك نعيم أمين
» دورات المحاسبة المالية و الحكومية | Financial accounting and
الأحد 11 يونيو 2023 - 14:08 من طرف نورهان ميتك
» دورات المراجعة والتدقيق Audit courses
الأحد 11 يونيو 2023 - 14:01 من طرف نورهان ميتك
» لماذا واي الجزائر على عربسات ماللذي تغير قرون وسنين
الأربعاء 24 مايو 2023 - 13:55 من طرف رياك نعيم أمين
» استخدام شبكة الانترنت في إدارة المشاريع الهندسية
الأحد 15 يناير 2023 - 17:08 من طرف نورهان ميتك
» أهلا ياجماعة جزائر طولتوا الموافقه نحنو أليت تيم 7
الإثنين 12 ديسمبر 2022 - 14:50 من طرف رياك نعيم أمين
» دورة الجودة في خدمة العملاء – ايزو 10002 لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 17:32 من طرف مركز تدريب جلف
» دورة الايزو 17025 ونظم اتحاد المعامل ISO 17025 لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 17:30 من طرف مركز تدريب جلف
» دورة نظام تقييم الأداء المتوازن لعام 2020
الأحد 5 يوليو 2020 - 16:38 من طرف مركز تدريب جلف